اسيرة الاحزان
عدد المساهمات : 132 تاريخ التسجيل : 25/07/2009 العمر : 31 الموقع : الجزائر
| موضوع: اهرب من وحدتي الأحد سبتمبر 13, 2009 5:42 am | |
| منذ أيام و أنا أقاوم هذه الأفكار السوداء التي تراودني كل يوم، بل الأصح أن أقول منذ سنين…
مهما أصبحت،و مهما تطورت و تعرفت على أشخاص حولي، مهما انشهرت هذه الفتاة الناجحة في حياتها ،، دائما مجتهدة لا تتعب و لا تمل مما يطلب منها ،تعمل بلا تذمر لتحقيق ذاتها،لتثبت وجودها،و قد قامت بذلك بجدارة و عرفت بين الناس، عرفها العديد من الناس و تمنى معرفتها الكثيرون
لكنها في النهاية..
تعود كل ليلة الى فراشها…وحيدة
تستيقظ كل صباح…حزينة
تلف بها الدنيا في دائرة مغلقة، تدخل عالم جديد، تفرح به كالطفل يفرح بلعبة جديدة، تمضي الأيام، تتعرف على من حولها، يحبونها لأنها جميلة،مرحة،بريئة، تحب الحياة …
لكنهم بعد فترة..
يملون…. و يرمونها كقطعة ملابس قديمة…
هل الخطأ منها؟ أم منهم؟ ما الجرم الذي ارتكبته حتى يكون خطأها؟ هذه هي الطبيعة البشرية،، لا أحد يهتم لآلام غيره مثلما هي تفعل، لأنها تشعر بآلامها كل لحظة و تعرف انها مهما حاولت و مهما طال الزمن لن تزول هذه الآلام من حياتها ولن تخف يوما، بل تزيد يوما بعد يوم، لذا أصبح هدفها في الحياة التخفيف عن آلام الآخرين قدر ما تستطيع،، لأنها الوحيدة التي تملك طيبة قلب تجعلها تشعر بألم الآخرين حولها ممن تحبهم دون أن يشكو لها ، ستساعد من حولها حتى لو من بعيد… دون علمهم …دون انتظار مقابل،،لأنها تعرف انه سيأتي يوم و يشعر أحد بما فعلته و المجهود الذي بذلته لمساعدتهم ، دون الانتظار ان يلتفت احد الى ألمها،وحدتها، آهاتها المكتومة أو جرح الزمن في داخلها
لن تشكو عن آلامها، فهي لا تجني من الشكوى شيئا، لكنها ستشعر بألم من هم حولها، لأنها تعرف معنى الاحساس بألم الأخرين،، ستتألم لألم الآخرين دون أن ينتبهوا لها،، لأنها بذلك سترضي ذاتها ،،لأنها بذلك قد قدّمت للآخرين ما لم يقدمه لها أحد .. لأنها أتخذت قرارها في الحياة… ستكون ملاكا حارسا لمن تحبهم…. دون معرفتهم، ستكون سدا حاميا لمن عرفوا الطريق الى قلبها.. من دون علمهم.. او علم أحد
أهرب من هذه الحقيقة منذ أيام،،منذ سنين طويلة..
لكنني في النهاية،، مهما أنكرت هذه الحقيقة…. أنا فعلا وحيدة..فالى متى سأظل أنكر هذه الحقيقة؟ الى متى سأتجنب مواجهة وحدتي؟ الى متى سأظل أحلم بأنها فترة مؤقتة و ستزول سريعا؟
الى متى سيظل هذا الحصان برّي هاربا يخشى مواجهة العالم و الناس حوله؟ الى متى ستسجن أسيرة الأحلام التي تختبئء عن الواقع الأليم؟ الى متى …؟
قلم الابداع
| |
|